Pages

Thursday, February 24, 2011

اللاشعور

يصف اللاشعور العمليات النفسية التي لا يستطيع الإنسان إدراكها من خلال شعوره الظاهر أو من خلال حالته اليقظة أو الصاحية. وعلى الرغم من هذا فإن تصوراتنا و أفكارنا وذكرياتنا ودوافعنا المخزنة في لا شعورنا تؤثر على ردود أفعالنا الواعية أو الشعورية. فخبرة أن النار محرقة على سبيل المثال خبرة مخزونة في لا شعورنا. وهذه المعلومة لا يحتاجها شعورنا الصاحي إلا في الحالات التي نتعرض فيها لخطر الإصابة بحرق ما. فتجدنا نندفع بعيدين عن النار مثلاً.
فاللاشعور الشخصي يشتمل على كل ما هو مكبوت. وهذا المكبوت عبارة عن الذكريات الطفولية المبكرة. وتظل هذه الذكريات كامنة في اللاشعور ولا يمكن عادة استحضارها إلى الشعور أو إلى الحالة اليقظة. وللاشعور الشخصي في الاضطرابات الرهابية والأمراض النفسية الجسدية أو في قابلية الإنسان للإثارة والتوتر دور مهم.
أما اللاشعور الأسري فيتضمن الرغبات والتوقعات والقيم التي تغرسها فينا الأسرة والمجتمع خلال التنشئة الاجتماعية، دون أن يعي الإنسان ذلك. ومن مثال ذلك "على المرء طاعة والديه" "على المرء أن يساعد الفقراء"، "المنزل الكبير يمنح المرء وجاهة"، وهذه الأمثلة عبارة عن اتجاهات مزروعة فينا أسرياً أو اجتماعياً.
ويؤثر اللاشعور دائماً على الحالة الشعورية من خلال إشاراته المستمرة دون أن يدرك الإنسان ذلك. وغالباً ما يحار المرء في فهم محتوى أحلامه ومن الأفكار الغريبة التي تسيطر عليه فجأة أو من رغباته أو خيالاته الجامحة. وهي إذا ما أثارت فينا القلق والتوتر فإننا ننكرها ونحاول تجاهل أنها تنتمي إلينا، أنها جزء من ذاتنا، ونكبتها ثانية في اللاشعور لتعود ثانية. ولهذا السبب غالباً ما تترافق تصرفاتنا بمخاوف مجهولة ومشاعر غامضة، وهذه المخاوف سببها لاشعورنا الذي يشكل هنا المحرك النفسي.
ويمكننا التعرف إلى أجزاء معينة من لاشعورنا إذا ما أردنا ذلك كالذكريات القديمة وما يشبهها.  غير أنه توجد بعض المحتويات التي يصعب استحضارها. ويشكل التحليل النفسي هنا الطريقة المثلى في استعادة ونبش محتويات اللاشعور. ومن أجل تتبع أثر الحوادث النفسية اللاشعورية يتم في التحليل النفسي تحليل الأحلام والخواطر الحرة و زلات اللسان والقلم. وعندما يحدث ذلك بشكل منتظم خلال فترة زمنية طويلة يمتلك الإنسان المفتاح إلى لاشعوره  ويستطيع فهم دوافع وأسباب تصرفاته و مخاوفه الكامنة.



No comments:

Post a Comment